ورصدت الدراسة نوعين من الزواحف المصنفة مهددة بالانقراض، وفقًا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وهما الضب المصرى وبرص ولفغانغبوهمي (Uromastyx aegyptia) و(Tropiocolotes wolfgangboehmei)، وهو ما يمثل تحديًا خاصًا، نظرًا لأن هذه الأنواع تواجه تهديدات عديدة من بينها التغيرات المناخية والضغوط البشرية المتزايدة.
وجاءت النتائج بعد دراسة ميدانية وتعاون وثيق بين علماء محليين ودوليين، استمرت في الفترة ما بين نوفمبر 2022م وأكتوبر 2023م، وتم خلالها استخدام أساليب حديثة مثل المصائد والأدوات المختلفة لتغطية جميع البيئات الجغرافية للمحمية، كما تم دعم البيانات بتقنيات علمية متقدمة، مثل فحص الحمض النووي “الباركود الجيني” لتحليل دقيق لأنواع الزواحف، وتم خلالها تسجيل غالبية الملاحظات من خلال البحث النشط.
ويمثل هذا الإنجاز خطوة محورية ضمن رؤية المملكة 2030 ومبادرة السعودية الخضراء، حيث يعزز جهود المملكة في حماية التنوع الأحيائي والمحافظة على الموارد الطبيعية، كما يعكس التزام هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية بتحقيق الاستدامة البيئية من خلال توفير بيئات آمنة للحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، وتطوير مشاريع بيئية مبتكرة تدعم استدامة الحياة البرية.
وأوصت الدراسة بضرورة تعزيز برامج المراقبة للكشف عن التغيرات في نطاق الأنواع، وإجراء دراسات أكثر تفصيلًا لفهم المتطلبات البيئية للأنواع النادرة، وتطوير إستراتيجيات تكيفية للحفاظ على الزواحف في ظل التغيرات المناخية والضغوط البشرية، والأهمية العلمية، كما سلطت الضوء على التنوع البيئي الكبير في المحمية، التي تشمل بيئات صحراوية، وتلال صخرية، ووديان، وهو ما أسهم في زيادة عدد الأنواع المسجلة، وكشف عن أهمية المحمية بصفتها موقعًا حيويًا وبيئيًا متنوعًا يجب الحفاظ عليه.
من جهتهم أعرب الباحثون المشاركون في الدراسة عن شكرهم لمحمية الملك عبدالعزيز الملكية على جهودها الكبيرة في دعم ومساندة هذه الدراسة الهامة، كما وجهوا الشكر إلى كل الجهات الداعمة مثل الخدمات الهندسية وإدارة اللوجستيات، بالإضافة إلى الباحثين والمسهمين في العمل الميداني وتحليل البيانات، مؤكدين أنّ الدراسة تعد إضافة قيّمة للمعرفة بالتنوع الحيوي في شبه الجزيرة العربية، وتوفر بيانات أساسية للتخطيط المستقبلي للحفاظ على الأنواع.