وشدَّد على أنَّ الحرب على غزَّة، بعد 450 يومًا عاشها أهل القطاع في مواجهة يوميَّة مع آلة قتل لا تتوقَّف، قد وصلت إلى أبشع مراحلها، بموت الأطفال تجمُّدًا، والكوادر الطبيَّة حرقًا، وأنَّ الصَّمت العالمي على الجرائم المرتكبة سيفضي إلى تداعي منظومة القانون الدولي الإنساني، بعد هذا العجز الفادح عن حماية المدنيِّين من القتل والتنكيل.
بدوره، دان (الأزهرُ) بشدَّة الصَّمت الدولي تجاه المجازر التي يرتكبها الكيان الإرهابي في قطاع غزَّة، وآخرها إحراقه لمستشفى كمال عدوان في شمال القطاع، واستهدافه المرضى والأطبَّاء، واستشهاد عشرات الأبرياء، واعتقاله للأطبَّاء والمُسعفين والمُمرِّضين واختطافهم لأماكن مجهولة، في جريمة حرب مكتملة الأركان.
وأكَّد الأزهر في بيان له أمس، أنَّ استهداف المرضى والمصابين في المستشفيات، ودور الرعاية الصحيَّة، هي جريمة أخلاقيَّة بشعة ستسجل في التاريخ بدماء هؤلاء الأبرياء، وستبقى شاهدةً على العار الذي ارتكبه هؤلاء الإرهابيُّون ومَن يعاونونهم ويمدونهم بالسلاح ويدعمونهم لارتكاب المزيد من الجرائم، داعيًا المجتمع الدولي إلى ضرورة النَّظر في قرارات رادعة لإقرار السلام في فلسطين.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنَّ تحقيق وقف دائم لإطلاق النَّار في غزَّة، والتَّوصل إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس، إضافة إلى السَّماح بوصول مساعدات إنسانيَّة، بات حاجةً ملحَّةً أكثر من أيِّ وقت مضى، وفقًا لما أفاد بيان للإليزيه.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيليَّة، أمس، أنَّ الحكومة الإسرائيليَّة رفضت طلبًا أمريكيًّا بشأن السلطة الفلسطينيَّة في رام الله بالضفَّة الغربيَّة.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، ظهر أمس الأحد، بأنَّ «الإدارة الأمريكيَّة، مارست ضغوطًا شديدة على إسرائيل، للموافقة على نقل ذخيرة إلى الأجهزة الأمنيَّة التابعة للسلطة الفلسطينيَّة؛ بهدف مواصلة عمليَّاتها في مدينة جنين».
وأوضحت الإذاعة أنَّ المستويين السياسي والعسكري في تل أبيب، اتفقا على رفض طلب أمريكي يقضي بتزويد السلطة الفلسطينيَّة بأسلحة وذخائر ومركبات عسكريَّة، في الوقت التي تستمر فيه العمليَّة العسكريَّة التي تنفِّذها الأجهزة الأمنيَّة الفلسطينيَّة ضد مسلَّحين شمالي الضفَّة الغربيَّة.
وأشارت الإذاعة الإسرائيليَّة، على موقعها الإلكتروني، أنَّ «الجانب الأمريكي طلب نقل أسلحة «كلاشينكوف»، وذخيرة، وعربات مدرَّعة، وبعد مناقشات في الجهاز الأمني الإسرائيلي، قرَّر رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي، توصية المستوى السياسي في تل أبيب بعدم الموافقة على ذلك».
ويأتي هذا التطوُّر، في وقت تواصل فيه الأجهزة الأمنيَّة الفلسطينيَّة عمليَّة أمنيَّة موسَّعة في مخيم جنين، منذ نحو 3 أسابيع، من أجل ملاحقة عناصر مسلَّحة، حيث ترى السلطة الفلسطينيَّة أنهم «متورِّطون في أعمال مخلَّة بالأمن، من بينها تحضير سيَّارات مفخَّخة، وسرقة سيَّارات حكوميَّة»، بحسب قولها.
على صعيد آخر، أصدرت حركة حماس الفلسطينيَّة، أمس، بيانًا جديدًا بشأن اغتيال إسماعيل هنيَّة، رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، في إيران.
وقالت الحركة -في بيان لها- إنَّها «تنفي جملةَ الأكاذيب التي بثَّها الاحتلال الصهيوني، بخصوص ما ادَّعى أنَّها تفاصيل عمليَّة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، والذي قال إنَّها تمَّت بواسطة قنبلة مزروعة في غرفته، داخل مقر الضيافة الإيراني الرَّسمي، الذي وجد به في العاصمة الإيرانيَّة طهران، خلال زيارته الرَّسميَّة للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان».
وأكَّدت حماس -في بيانها- أنَّ «التحقيقات خلصت إلى أنَّ عمليَّة اغتيال إسماعيل هنية، تمَّت بواسطة صاروخ موجَّه يزن 7 كيلوجرامات ونصف الكيلوجرام من المتفجِّرات».
وتابعت أنَّ «أكاذيب الاحتلال بشأن عمليَّة اغتيال هنية، هي محاولة يائسة لإبعاد الأنظار عن الجريمة المركَّبة التي تمَّت بانتهاك سيادة إيران».
وكانت القناة الـ12 الإسرائيليَّة، قد نشرت تحقيقًا، زعم أنَّ «الرقابة العسكريَّة الإسرائيليَّة، سمحت بنشر معلومات جديدة بشأن عمليَّة اغتيال إسماعيل هنية»، التي وقعت في 31 يوليو الماضي.