كانت اللحظة فارقة مع الفنانة التشكيليَّة «الكفيفة» الدكتورة نورة مجرشي، في الوسط الفني، حين كانت ترسم لوحاتها وسط فنانين، ثم انقطعت الكهرباء، فتوقَّف الجميع إلَّا هي التي ظلَّت مواصلة الرسم؛ ممَّا لفت أنظار زملائها؛ ليتكشفوا أنَّها «كفيفة»، وبعدها لُقِّبت بلقب «رسَّامة الظَّلام»، وأطلقه عليها خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيام كان أميرًا للرياض، في خلال تكريمه لها، مؤكدة أنها لم تولد كفيفة لكن حادثة أصاب عينها ومن ثم ضمرت الأخرى حتى فقدت بصرها.«التشكيليَّة الكفيفة» أبهرت، من خلال رسوماتها المتميِّزة، التي حصلت من خلالها على العديد من الجوائز المحليَّة والعالميَّة، وكشفت لـ «المدينة»،عن آخر رسمة لها عن كأس العالم خلال مشاركتها في ملتقى جودة الحياة للمبدعين من ذوي الإعاقة، متمنيةً أنْ يمدَّ اللهُ في عمرها حتَّى ترسم أحداث كأس العالم في مملكتنا الحبيبة.
ورجعت بالذكريات فتقول: كان جدار المنزل المتنفس الوحيد لي، ولم تمنعني والدتي عن ذلك، رغم ما تعرَّض له المنزل من تشويه حينها، وإنَّما شجَّعتني وطوَّرت موهبتي حتَّى أصبحتُ من أشهر الفنَّانين التشكيليِّين في وقتنا الحاضر.
وتؤمن نورة بعبارة تردِّدها وتُوصي بها كلَّ شخص فَقَدَ بصرَهُ أنَّه «لا إعاقةَ معَ الإرادةِ»، وأنَّ اللهَ مَا أخذَ شيئًا إلَّا وعوَّض لأكثرَ من ذلكَ.
About the author
