وقال كافيلاشفيلي في خطابه «يُظهر تاريخنا بوضوح أنَّه بعد نضالات لا حصر لها للدفاع عن وطننا وتقاليدنا، كان السلام دائمًا أحد الأهداف والقيم الرئيسة للشعب الجورجي»، في حين يقدِّم معسكره نفسه على أنَّه حصن ضد الغرب الذي يرغب في جرِّ تبليسي إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
ودعا كافيلاشفيلي إلى احترام «تقاليدنا وقيمنا وهويتنا الوطنيَّة، والطابع المقدَّس للعائلة والإيمان».
وقبل ذلك بوقت قليل، أعلنت الرئيسة المنتهية ولايتها مغادرة القصر الرئاسي، بعدما تركت نواياها قيد ترقُّب.
لكنَّها قالت أمام مجموعة من مؤيِّديها «ما زلت الرئيسة الشرعيَّة الوحيدة لجورجيا»، مضيفة «سأغادر القصر الرئاسي وأقفُ بجانبكم، حاملة معي الشرعيَّة، والعَلَم، وثقتكم».
وفي الأثناء، تظاهر آلاف الجورجيِّين خارج مبنى البرلمان احتجاجًا على تأدية كافيلاشفيلي اليمين الدستوريَّة، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
ورفع بعض المحتجِّين بطاقات حمراء، في إشارة إلى ماضي كافيلاشفيلي كلاعب لكرة القدم. وبعد ذلك، تفرَّق المتظاهرون بهدوء، بينما تعهَّد عدد منهم التظاهر مجددًا في المساء، وبقي بضع عشرات آخرين في المكان.
وفيما أعرب البعض عن أسفه لقرار الرئيسة المنتهية ولايتها مغادرة القصر الرئاسي، أعلنوا عزمهم على مواصلة نضالهم.
وقال ديفيد (22 عامًا) «خاب ظنِّي قليلًا؛ بسبب قرار الرئيسة»، لكنَّها «لا تريد زعزعة استقرار البلاد».
من جهته، قال جيورجيو ماماتيلاشفيلي وهو مهندس كمبيوتر يبلغ 34 عامًا «سنواصل المشاركة في الاحتجاجات حتَّى يحدث تغيير حقيقي».
وتشهد جورجيا، الجمهوريَّة السوفيتية السَّابقة الواقعة في القوقاز، اضطرابات منذ الانتخابات التشريعيَّة التي جرت في 26 أكتوبر، والتي فاز فيها حزب الحلم الجورجي، الذي يحكم البلاد منذ العام 2012.
لكنَّ المعارضة الموالية للغرب ندَّدت بها، مطالبةً بإجراء انتخابات جديدة.
وتفاقم الوضع في 28 نوفمبر، عندما أعلن رئيس الحكومة إيراكلي كوباخيدزي تأجيل مساعي بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إلى سنة 2028، ما أدَّى إلى اندلاع تظاهرات يوميَّة مؤيِّدة لأوروبا، يشارك فيها آلاف الأشخاص، ولا تزال مستمرَّة منذ ذلك الحين.