وفيما أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من العاصمة القطرية أمس أن بلاده «لا تتطلع» إلى الحرب، تعهد في الوقت نفسه برد «أقسى» في حال ردت إسرائيل على الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على إسرائيل الثلاثاء.
وفي زيارته الأولى إلى الدوحة، قال بزشكيان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني «إذا أرادت (إسرائيل) الردّ فسنرد بشكل أقسى، هذا ما تلتزم به الجمهورية الإسلامية».
وأضاف «نتطلع للسلام والهدوء. طلبوا منا التريث في الرد على اغتيال الشهيد هنية في طهران لإعطاء فرصة للمفاوضات»، لكن «إسرائيل دفعتنا للرد بعد استهداف ضيفنا وتصعيد الوضع في لبنان واستمرار الاعتداءات في غزة».
واعتبر أن «زعزعة الأمن في المنطقة لا تصب في مصلحة الأوروبيين والولايات المتحدة».
من جهته، أكد أمير قطر أن «العدوان المستمر على لبنان يضع المنطقة برمتها على حافة الهاوية، وهو ما حذرنا منه منذ بداية العدوان على غزة».
وشدد آل ثاني على أن «الوساطة خيارنا الإستراتيجي، وسنواصل مساعينا لوقف الحرب في قطاع غزة»، داعياً «المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بإيقاف عدوانها على غزة».
من جهته، عبَّر الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس، عن معارضته شن ضربات إسرائيلية على منشآت نووية إيرانية، غداة قيام إيران بإطلاق حوالى 200 صاروخ على إسرائيل، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال بايدن للصحافيين رداً على سؤال عن دعمه المحتمل لمثل هذا التحرك من جانب إسرائيل: «الجواب هو لا».
وأضاف: «نحن السبعة متفقون على أن للإسرائيليين الحق في الرد، لكن يجب أن يردوا في شكل متناسب»، في إشارة إلى قادة مجموعة السبع.
في هذه الأثناء، بدت ضاحية بيروت الجنوبية أمس أشبه بـ»مدينة أشباح»، مع نزوح الغالبية العظمى من سكانها بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية العنيفة التي تستهدفها منذ أيام… أكوام من الركام وأبنية متصدعة وسحب دخان منبعث من هنا وهناك.
وبدت الحركة في شوارع الضاحية المكتظة عادة بالسكان والمارة، شبه معدومة، بعد ليلة من القصف الجوي الكثيف، إلا من عدد من شبان على دراجات نارية وبعض السكان جاؤوا يتفقدون منازلهم ويأخذون ما أمكن من حاجيات، مستغلّين توقّف الغارات نسبياً في الصباح.
وعاد عناصر من الجيش اللبناني صباح أمس إلى نقاط عسكرية عند مداخل الضاحية الجنوبية كانت أخليت الجمعة حين قتلت إسرائيل بسلسلة غارات جوية مدمّرة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله وآخرين.
وفرّ الآلاف من سكّان الضاحية منذ ذلك اليوم، منهم من لجأ إلى مراكز إيواء في بيروت أو إلى شقق مستأجرة أو لدى أقارب في مناطق أخرى، بينما لم يجد آخرون ملاذاً سوى الشارع.
وسمع صحافيون في وكالة فرانس برس الليل الماضية دويّ الانفجارات الناتجة عن القصف، وأحدث بعضها وميضاً هائلاً.
وفي مجمع سكني في منطقة الشويفات الواقعة على تخوم الضاحية، سويّت أربعة أبنية بالأرض بينما تضرّر مبنى خامس.
ميقاتي: غالبية النازحين الذين يفترشون الطرقات غير لبنانيين
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، أمس، أن لبنان بحاجة إلى وقف إطلاق النار لإنهاء الأعمال القتالية المتصاعدة بين إسرائيل و«حزب الله»، مشيراً إلى أن نحو 1.2 مليون شخص في مختلف أنحاء لبنان نزحوا، وأن غالبية الذين يفترشون الطرقات هم من غير اللبنانيين.
وأضاف: «حتى الآن، بلغت مراكز الإيواء نحو 874 مركزاً، والعدد في ازدياد، وتفيد الإحصاءات بأن غالبية الذين يفترشون الطرقات هم مِن غير اللبنانيين، ونحن نتعاون في هذا الصدد مع مفوضية شؤون اللاجئين التي ستتولى العناية بهم بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية، ومن غير المسموح أن يبقى الناس على الطرق».
فوضى وتأخير وإلغاء رحلات طيران في الشرق الأوسط
أدخل التصعيد المتزايد في الشرق الأوسط بلبلة على حركة السفر الجوي وحولت شركات طيران عالمية مسار رحلات لها وألغت أخرى أمس.
ولوحظ تأخير طويل في مطارات بالمنطقة، منها مطارات في لبنان وإسرائيل والكويت.
وشنت إيران أكبر هجوم صاروخي لها على إسرائيل الثلاثاء فيما قالت إنه رد على العملية العسكرية الإسرائيلية ضد حزب الله المدعوم من طهران في لبنان، مما أثار تهديداً من إسرائيل بما وصفته بأنه سيكون «رداً مؤلماً».