جدد المستشار الألماني أولاف شولتس رفضه تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى تسعى كييف للحصول عليها لضرب العمق الروسي.
وأشار إلى أن برلين تبذل جهدا لضمان ألا تصبح طرفا في الصراع.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شولتس قوله خلال استعراض لبيان الحكومة أمام البرلمان اليوم الأربعاء إن “ألمانيا تضطلع بالدور الأكبر في أوروبا في دعم أوكرانيا، ولكن يجب عليها في الوقت نفسه أن تعمل من خلال هذا الدور على منع التصعيد”، مشيرا إلى أنه يجب بذل كل شيء لضمان ألا نصبح طرفا في الحرب.
وأضاف شولتس:” ولهذا السبب، أكرر موقفي في هذا الشأن.. أنا ضد استخدام الأسلحة التي نوردها لإطلاق النار بعيدا داخل الأراضي الروسية.. لن أغير موقفي بخصوص توريد صواريخ كروز ألمانية، وسنناقش هذا الأمر بالتأكيد خلال الانتخابات”.
وفي الوقت نفسه، أكد المستشار الألماني أنه “يمكن لأوكرانيا الاعتماد على ألمانيا وتضامنها معها”.
ونوه شولتس إلى أن الانتخابات البرلمانية المقبلة “ستكون فرصة لاتخاذ قرار حول كيفية ضمان دعم ألمانيا لأوكرانيا في المستقبل أيضا”.
واختتم قائلا: “أنا سعيد لأنه سمح لي بتحمل المسؤولية في هذا الوقت الصعب، لأنني متأكد من أن ذلك أسهم في أن نتعامل في هذا الأمر باتزان وتعقل في ظل وضع خطير”.
و سبق لشولتس أن اتخذ موقفًا ضد توريد صواريخ “توروس” إلى أوكرانيا. ففي أواخر أكتوبر الماضي وصف المستشار الألماني احتمال إرسال صواريخ كروز البعيدة المدى “توروس” إلى أوكرانيا بالـ “خطوة خاطئة”، مؤكدا أنه “لن يرسل أسلحة من شأنها أن تسهم في تأجيج الصراع”.
وفي نفس الشهر تجاهل شولتس طلبا لفلاديمير زيلينسكي بتقديم صواريخ ألمانية من طراز “تاوروس” لأوكرانيا خلال لقائهما في برلين وفق ما أفادت به صحيفة “بيلد” الألمانية.
وحسب مصادر الصحيفة، كان لدى زيلينسكي طلبان خلال اللقاء، هما السماح بتوجيه الضربات إلى عمق الأراضي الروسية بواسطة صواريخ “تاوروس” التي لم تقدمها ألمانيا لكييف بعد، والموافقة على قبول أوكرانيا في حلف الناتو على جناح السرعة.
وأشارت “بيلد” إلى أن برلين لم تهتم بطلبي زيلينسكي، حيث لم يرفضهما شولتس بشكل قاطع ولم يوافق عليهما في الوقت ذاته.
يذكر أن أوكرانيا تطالب الدول الغربية برفع القيود عن استخدام القوات الأوكرانية للأسلحة الغربية الصنع والسماح بضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية. ولم تعلن الدول الغربية مثل هذا القرار حتى الآن.
ومن جانبها، تؤكد روسيا، أن سماح الغرب لنظام كييف (الذي يفتقد للشرعية منذ مايو الماضي) بضرب عمق الأراضي الروسية بأسلحة بعيدة المدى، سيعني دخولا مباشرا للناتو في الصراع الأوكراني.
وشدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن المشاركة المباشرة للغرب في الأزمة الأوكرانية ستغير جوهر الصراع بشكل كبير وهذا سيعني أنه في حالة حرب مع روسيا الاتحادية.